ها أنا في وجود فقاعي الهستلوجيا
يتلاعب به العهد الأخير من الحمقى والمجانين
أتذيل هذا الوجود مع كمشة من صرخات الموتى القدامى
ولا ليل طويل يكفيني
لأمرر خيوط العناكب على أرصفة الطرقات
أنا هنا موجود وكياني وذاتي رحلا ليعلنا شيئا ما
دوران الأشياء على الأشياء
يستفزني لأعلن صراحتي عن شيئ أتقمصه مع الحياة
هنا ينتابني شعور أنني متورط في الإنطلاق
وتسارعي لا يكفيني كي أودع زمكاني حافي القدمين
لا يكفيني شيئ هنا كي تتجلى إرادتي مكبلة بفكرة طويلة الأذنين
أنا مستغرق في كامل قوايا اللاعقليه
أجمع بعضي عصي الدمع ولا دمع معي لأشتري حزني المتأبط للممات
هناك همهمات توحي باقتراب حكاية لها قناع منفي وسعيد
هناك فقرات سرقت من نصوص الموتى
وعبارات لا غبار عليها تتأرجح في شرفات الشمس
وتسترضع باقات الصدى التي أكلتها الذئاب في الفلاة
ها أنا موجود رفقة تنين يختزل رؤوسه
نتسوق معا لنشتري بدلة وحذاء يصلحان لكلينا
ونشتري بعض العواء كي نزين ضياعنا اللازوردي
طبيعتي أصبحت لا تسع ما تداولت عليه صراعاتي مع الفراغ
وأنا وحيد هنا لا ملجأ لي غير دعاء الكروان الفاقع اللون
في أهبة الإستعداد لأتخذ بعضي جناحا لبعضي
وأعرج إلى الذين جروا حبالهم حين تكسر الدرع مع الرماة
ها أنا في تموجات العبثية الطاغية
أراقب جماعات النمل كيف تثمل حتى نهاية الإرسال اليومي
أرسم دباديب الحب على حيطان المنازل وألون المداخن بالورد
أعرب جميع إرهاصات الليل وأضع جميع الأفعال في محلات ملابسها الفخمه
أحجز بعض تذاكر الموت التي أنهكت جماجمها في شوطها الإضافي
أتسامر مع الحروف العابرة لبرك الدموع وأعد أطواق الياسمين للنجاة
أراقب كل شيئ يستحق الحياة
وأهمس في أذن النبض ليعزف سمفونية الملائك في الشريان
لا شيئ يستحق أن يكون شيئا في دائرة الضوء بلا سبب منطقي
وجميع الأشياء التي تكون بين عقارب الساعة أرهقتنا
وسرقت رموزنا منا ولم نعد ندرك ماذا يفعل القدر خلف الستار
وماذا يفعل المتفرجون والظلال المتأرجحة في الركح
وكيف يحتمل الجمهور كل هذا الكم من الجفاء والشتات
خالدفريطاس الجزائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق