السبت، 1 مايو 2021

بحثت عني طويلا يا أنا/خالد فريطاس الجزائر/مجلة هديل الحروف


 بحثت عني طويلا يا أنا

ولم أجدني هناك ولا دواليك ولا هنا
وجدتني أعجن بعض حبات المطر
وأعلق أحكام السجناء تمائما وأربي الأمل
وأقصد في مشيتي وأتفلسف في عناق البراعم للشجر
بحثت عني من فوقي ومن تحتي
وعن يميني وعن شمالي
وفي شفاه الموج المتأبط للمد
وفي الأرجوزة الممشوقة القد
وجدتني في تلافيف مخ الزمان
أعصر العنب وأحرم النبيذ وأعلق سحائب خيبتي على المكتوب قي للقدر
أنا لم أجدني رغم أنني مستغرق في وجودي
لم أجدني رغم علمي وهويتي وخريطتي وحدودي
أنا ربما ذهبت لأستحم خارج زماني
ربما ذهبت خارج إحداثياتي أتحسس مكاني
وربما أذهب قبل يدركني الليل مع الغواني عند بوابات القمر
حين أبحث عني
أجدني متوارث في احتفالي مع نملاتي
ربما بميلاد قشة لفظها اليم حافية القدمين
ربما بموت زفرات إستهلكت أكسجينها متورمة الخدين
وقد لا أجدني في زمكاني بتاتا
فقد أعرج لما وراء الوراء وأتم تفاعلي النووي وأنشطر
بحثت عم.نفسي فوجدتها وسط أدغال الظلام
وجدتني قهقهات تمارسها الظلال الطاغيه طقوسا
وشيئ من الوهم اللذيذ المكبوت بين الشموس
ومقالة حملتها العواصف عنوة وسلمتها لتيار الجنون المستمر
لا شيئ وجدتني عليه
ولا إسم ولا فعل مضارع وماض
ولا أمر أستمع إليه وأطيع
فشق عصى الطاعة كبيرة
والأمير علا في الأرض وما أغنت عنه النذر
أنا في حكايتي ريشة غراب فرة من قسورة النعيق
وقصيدة عصماء نجت من الغبار والحريق
وبين نهرين استنفذت طاقتي
وجلست قرب نهايتي وللنهاية أنتظر
على باب الخلق فرشت ترهات حروفي
وكتبت على سجاد من إصفهان ماهية ضروفي
وجعلت همي متكئا أهش به على دهري عزوفي
ومآربي كم المرايا المنثورة على طريق الحرير
حين تقتلني تحييني ثم تتركني مع حبالي كي أنتحر
بحثت عني فوجدتني أشرح معناي فوق أطلال صمتي
وجدتني لا مال لدي معسر الحال حتى مع وقتي
مليئ بنقاط تصارع إستفهامها في ساحة الثيران مع نعتي
أنا الموصول إلى جميع الشكر
وأنا المقطوع من جميع موجات الصدى التي أكلها الصدأ وأفتخر
ليلتي التي تصرهدت هذا الشتاء تؤرقني
معطفي لم يعد يداري عني وعكة رسمها الصقيه ليرهقني
حذائي لم ألبسه كعادتي وما عاد كالعادة يلبسني
إنهمكت مرغما في عطر ربطتي عنقي متمسحا بأنفي
وقددت قميصي من دبري حتى إذا جاء العزيز أرفع حجتي وأكسر قناع الجواري وأنتصر
خالد فريطاس الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق