الثلاثاء، 25 يناير 2022

شتات بمداد الشاعر:عبدالله الموري

 

اجْمَعي أدمُعي ولُمِّي شتاتي

ففؤادي ما عاد يَعْرِفُ ذاتي


لم يَدَعْ لي إلى الهوى من سبيل

لا ، ولا نزوةً من النزَواتِ


فالمسافاتُ في طريقي تراءتْ

كسرابٍ يثور في الفَلَواتِ


تتشظَّى من المسير حروفي

كيف تسلو ودربها للحُفاةِ 


وجِراحُ الحياة تنهشُ عُمْري

كلَّ يومٍ تزيدُ في التَّبِعاتِ


ومرورُ السنين مِعْوَلُ هَدْمٍ

يتنزَّى يطيْحُ بالهاماتِ


والمرايا المهشَّماتُ بدربي

لم توضِّح هُوِيَّتي وسِماتي


والصداقاتُ في الورى لمْ تَزدْني

غيرَ بُعْدٍ ونُفْرةٍ وشتاتِ


فإذا لُذْتُ بالبقاء وحيداً

اعترتْني الهمومُ في خلَواتي

 

وإذا رُحْتُ أستردُّ رِدائي

لم أجِدْ منه غيرَ ثوبِ العُراةِ


كل شيء كأنَّما صار سِجنا

وقيودا قد كبَّلتْ حرَكاتي


وأنا لم أزلْ أتوقُ إلى من

يحتويني يقيلُني عثَراتي


أطلب العفوَ ذاهباً في الأماني

لم أزلْ رافِعا شراعَ النجاةِ .


يا ابنة النور دثِّريني بعطْفٍ

يرفعُ البؤس عن جميع الجِهاتِ 


الثلاثاء، 11 يناير 2022

دموع النوافذ بمداد الشاعر:عبدالله الموري

 

لم يبْقَ لي من حَبيبي غيرُ نافذةٍ 

أرى بها الدَّمْعَ والأشواقَ والذِّكْرى


أسْتَفُّ منها أريجَ الأمْس متَّخِذا

ضوءَ النهار حنيناً ينفُذُ العُمْرا


مِن كوَّة الدار قد مالتْ جدايلُه

كأنها الليلُ يحوي النجمَ والشِّعْرى


يُطِلُّ من خلفها بَدرٌ أراق دمي

إذا وقفتُ أُناجي ذلك البدْرا


رأيتُه مرةً يوماً بشُرْفته

وقد تثنَّى كَبانٍ لم يخَفْ كَسْرا 


فهاجت النفسُ وجْدا عبْرَ ذاكرتي

وقد رأيتُ سناه يَسبِقُ الفَجرا

 

تُضيءُ من وجنتَيه شمسُ نُضْرته

نَديةً لونُها كالوردةِ الحَمْرا


وكم أرَقْتُ دُموعاً حين أفقدُه

فإنْ رأتْه عيوني أنتشي بُشرى


وإنْ وقفتُ على شُبَّاك طلَّتِه

ذكرْتُ كلَّ لقاءٍ يزدَهي شِعرا


تثورُ فيَّ أحاسيسٌ مُجَلجِلةٌ

مِن عُمْق روحي تراءتْ تُتْعِبُ الفِكْرا


هذا لأن عُرَى الأحزان تخنقُني

 لفقْده ، يا إلهي مُدَّني صَبْرا