يَا رَاحِلاً، هَتَفَ الْهَوَى:مَا أَرْوَعَــكْ
يَا رَاحِلاً، هَتَفَ الْهَوَى: خُذْنِـي مَعَكْ
قَالُوا رَحَلْتَ ولَمْ تَزَلْ فِي خَافِقِـــــــي
مَأْوَاكَ قَلْبِي...كَيْفَ تَتْرُكُ موْضِعَـكْ
يَا رَاحِـــلاً، نَمْ فِي عُيُونِي هَانِئًــــــــا
مَنْ هَزَّ يَوْمًا فِي عُيُونِي مَضْجَعَـكْ
رَحَــــــلَ الرَّبِيــعُ بِنُــورِهِ و بِنَــــوْرِهو
وأَرِيجِـــهِ – يَوْمَ الرَّحِيــلِ- لِيَتْبَعَــكْ
وتَضَاعَفَتْ عِنْدَ الْوَدَاعِ مَوَاجِعِــــــي
وتَسَاقَطَــــتْ أَوْرَاقُ قَلْــبٍ وَدَّعَــــكْ
إِنِّــي أُطَالِـــــــعُ كُلَّ فَجْــــــرٍ طَالِــعٍ
عَلِّي أَرَى بِالْفَجْـــــرِ يَوْمًا مَطْلَعَــــكْ
وأهِيمُ فِي بَحْــــرِ الْهَوَى مِنْ هَمْسَــةٍ
أَوْدَعْتَهَــا فِي خَاطِرِي كَيْ أَسْمَعَــــكْ
هَذِي الزُّهُـورُ كَئِيبَــةٌ فِي غُرْفَـتِـــــي
والْخَاتَـمُ الْمِسْكِيـــنُ يَنْظُــرُ إِصْبَعَــكْ
والنَّــــارُ بَيْـــــنَ جَوَانِحِـي مَشْبُـــوبَةٌ
أَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ اللَّظَى أن يَفْجَعَــــكْ
يَا رَاحِـــلاً، كُلُّ السَّنَابِـــلِ أَطْرَقَــــتْ
حَانَ الْقِطَافُ ؛ فَمُدَّ نَحْوِي أَذْرُعَـــــكْ
خُذْنِـــي ؛ أَنَا ظِــــــلٌّ ظَلِيـــلٌ وَارِفٌ
لأَقِيكَ مِنْ لَفْـــــحِ الْفِــــرَاقِ وأَنْفَعَـــكْ
يَا رَاحِلاً، يَا رَاحِلاً، خُذْنِــي؛ أَنــــــا
شُحْرُورَةٌ خَضْـــرَاءُ تَسْكُنُ أَضْلُعَــكْ
إِنْ خَانَـــكَ الأَحْبَــابُ يَوْمًــا إِنَّنِــــــي
يَا فَاتِنِــي- فِي هِجْرَتِي لَنْ أَخْدَعَـكْ
كُــلُّ الدُّرُوبِ إِلَى عُيُونِـــكَ تَنْتَهِـــــي
كُنْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّنِــــي دَوْمًا مَعَــكْ.
.
______________________________
لحنها وأدّاها مشكورا الأستاذ التونسي محمد علي الزوّالي












