يــا فَــرْحـتـي بِـلـقـاءِ مَـنْ أَهْــوى
فَــغَــداً لــقــاءٌ والأَســى يُـطْــوى
ولَـطـالـمــا أَظْـمــا الـفــؤادَ نَــوىً
قـــد آنَ لــلــظـمــآنِ أنْ يُــرْوى
فــغــداً يُـلَـمُّ الـجَـمْـعُ مِـنْ شَــعَــثٍ
وتـعــودُ صُــبْـحٌ والـــمَـدى يُــزْوى
و يَـلُـمُّـنـــا شَــــمْــلٌ بِــبُــرْدَتِــــــهِ
و يَــضُــمُّــنـــا بِـحَـنــانِــهِ مَـأْوى
و يُـبَـلُّ جـسـمي بـعــدما عَــصَــفَـتْ
بِــرُبــوعِــهِ الأَســقـامُ و الـبَـلْـوى
عَــبَــثَــتْ بــه الآلامُ حــيــنَ نَــأَتْ
و سَــرَتْ إلـى أَوْصـالِـهِ الـعَـدْوى
فــغــداً تـعــودُ إلـيـهِ بَــهْــجَــتُــــهُ
و شَــبـابُـــهُ يَـسْـتَـرْجِـعُ الــزَّهْـوا
فَــبِـبُـعْــدِهــا تَـنْـسَـــلُّ عــافِـيَـتــي
وأنـا بـهـــا و بِـقُـربِـهـــا أَقْــوى
إنَّ الــحَـيـــاةَ بــدونِـهــــا عَـــبَـــثٌ
وسُــدىً بــلا نَـفْـعٍ و لا جَــدْوى
عَــشْــواءُ إذْ تَـمـضـي بِـغـيـرِ هُــدىً
مــا ثَــمَّ مَـضْـمـونٌ و لا فَـحْـوى
هــيَ كـلُّ مـــا أرجــوهُ مِــنْ أَمَــلٍ
هـي بُغْـيَتي هـي غـايتي القُـصْــوى
فـهـي الــتـي إنْ ســــاءَنـي قَـــدَرٌ
أو شـــابَـنـي كَـــدَرٌ أتــى عَــفْـوا
كـانـتْ لِـيَ الـقـدرَ الـذي نَـشَـــرَتْ
أَنْـســامُــهُ الإيـنـاسَ و الـصَّــفْـوا
أَسْــــلـو بـهـــا عــن كـل نــائـبـــةٍ
و بِــبُـعْــدِهـــا أنّـى لِـيَ الـسَّـلْـوى
و أبُــثُّـهـــا شَــــكْـوايَ تُـؤْنِـسُـــنـي
و تَـضُــمُّـنـي فـأبـثُّـهــا الـنَّـجْــوى
لــكــنَّـهـــا شَـــــطَّ الــمَـزارُ بـهـــا
و تَـبـاعَـدَتْ و نَأى بـهـا الـمَـثْـوى
فَـغَــدَتْ شَــكاتـي حـيـنَـمـا بَـعُــدَتْ
فَـمَـنِ الأنـيـسُ أبُـثُّــه الشَّـــكْـوى
هـاتَـفْـتُهــا فـسـمـعْـتُ هَــمْــسَـتَـهـــا
والهـمــسُ مـثـلَ الـرَّعْـــدِ قــد دَوّى
قـالـــتْ غــداً رَنَّــتْ بــهـــا أُذُنـي
فَـفَـرِحْـتُ كـالأطـفـــالِ بالـحَـلْـوى
قـالـــتْ سَــآتـي وَ هْـيَ صــادقــةٌ
هـي لـمْ تَـقُـلْ مَـزْحـاً ولا لَـهْـوا
و دمـوعُـهــا و رَنـيـنُ بُـحَّـتِـهــــا
مــا كــان تَـسْـــلِـيَــةً ولا لَــغْـوا
فـالـقـلـبُ يـرجــو مـــا يُـغَــيّـِـبُــهُ
عَـمّــا مَـضــى مـن عُـمْـرِهِ سَــهْـوا
وغــداً يُــسَــرُّ بــه و قـد وَعَـدَتْ
ولَـسَــوفَ تُـنْجِـزُ وَعْـدَها الـحُـلْـوا
سَــأنـامُ أحْـلُــمُ أنَّــهــــا رَجَــعَـــتْ
وأُطِــرُّ عــن أحْـلامِـيَ الـصَّــحْـوا
سَــأنـامُ أُمـضـي الـوقـتَ توقِـظُــنـي
خُـطُـــواتُــهـــا فَـأَجـيـئُـهــا عَـدْوا
فـغـداً سَـــأمْــنَــحُـهـــا بـلا عَـتَــبٍ
كُـرْمى الـرجـوعِ الـصَّـفْحَ والعَـفْـوا
وغـداً سَــــنَـمْـلأُ كَــوْنَـنــا طَــرَبـــاً
و نُـــرَدِّدُ الأنْــغــــامَ و الشَّـــــدْوا
و نَـبُـثُّــــه مـــا كـــان مــن ألـــمٍ
و نُـبَـدِّدُ الأحــــزانَ و الـشَّــــجْـوا
كـم كــنــتُ أخـشــى أنْ تُـسَـوِّفَـنـي
و يَــطــولُ هَــجْــرٌ لـيـلُــه أَحْـوى
و أظـلُّ أَصْــلـى نــارَ فُــرْقَــتِـهـــا
و يـظـلُّ قـلـبي بـالـلَّـظـى يُـكْـوى
لـكــنَّـهـــا قــالـــتْ غـــداً فــغــداً
بـعـدَ الـظَّـمـا هـو يـومُـنـا الأَرْوى
هـي مُـهْـجَـتـي و دَمـي فَـلا عَــجَــبٌ
أنّــي بـهــــا أحْـيـا و لا غَــرْوى
.......................
1990
